2017/01/08

التعليم في ألمانيا، الدنمارك وكندا نتائج ممتازة في التصنيفات الدولية الأخيرة. أين نحن من ذلك؟

ثلاث أساتذة ممارسين يشرحون لنا لماذا حصلت دول ألمانيا، الدنمارك وكندا على نتائج ممتازة في دراسات لبرنامج Pisa* التابع للمنظمة الدولية OCDE*

التعليم في  ألمانيا، الدنمارك وكندا نتائج ممتازة في التصنيفات الدولية الأخيرة. أين نحن من ذلك؟

 
" في ألمانيا، نغري كثيرا التلاميذ في الفصل "

نيكول جواسدوي 46 سنة، أستاذة الرياضة وعلوم الحياة والأرض في فريبورج ألمانيا.

نيكول جواسدوي 46 سنة، أستاذة الرياضة وعلوم الحياة والأرض. قبل ذلك كانت عملت عشر سنين في فرنسا في ثانوية فرنسية-ألمانية.


" أنا في نفس الوقت أستاذة رياضة وعلوم الحياة والأرض. أقول بأن هذا هو الفرق الأول بيني وبين زملائي الفرنسيين. فخلال دراستنا، يجب أن نختار على الأقل بين مادتين للتدريس، وأحيانا ثلاثة. ولدينا كل الحرية لاختيار ما نريد، مثلا الرياضيات والإنجليزية، أو الفيزياء والجغرافيا، وهكذا. كل شيء ممكن، فالأساتذة يلتحقون بعد الباكالوريا، وتليها ست سنوات من التكوين (وتكون أقل للتدريس في الإبتدائي). الدراسات تتم في الجامعة. عند التخرج نقوم بتدريب لمدة سنتين في ولايات هي من تسير قطاع التربية محليا (تعيين المدرسين، انتقالات، ...) ".

" بالنسبة للتلاميذ أيضا، هناك بعض الإختلافات حسب الولايات Länder، رغم أن البنية متشابهة. هناك انتقاء أول في سن العاشرة من خلال ثلاث امكانات : فالأطفال قد يوجهون للثانوية لتحضير الباكالوريا، أو نحو ما يعادل الإعدادية أو نحو مستوى أقل. لكن لا شيء قطعي ونهائي، فقد يغيرون المسلك خلال سنوات الدراسة ".

" درست عشر سنوات في فرنسا، في ثانوية فرنكو-ألمانية. هناك اختلافات بطبيعة الحال خصوصا في أسلوب التدريس. في ألمانيا، الدرس الإلقائي نادر مقارنة بفرنسا، نغري أكثر التلاميذ في القسم ونسترعي إنتباههم، كما نركز على طرق (النقاش، الإستدلال، ...). إلا أنه ليس لتلامذتنا نفس التصرفات والمواقف. الألمنيون يناقشون حتى النقط ! وبطرقنا البيداغوجية، يحتمل أن أن يكون تلامذتنا أكثر استقلالية عند التخرج من الباكالوريا، لأنهم بالتأكيد حصلوا متاعا غنيا في علم النهجية، ولكن هذا لا يعني بتاتا أن الفرنسيين لن يتجاوزوا بسرعة هذا التأخر ... ".   

" في الدنمارك، أي مادة لا يمكن أن تستحوذ على الأخر "

بيير جرويكس، 51 سنة، مدرس فرنسية.

بيير جرويكس، 51 سنة، أستاذ فرنسية رحالة (لديه عادة تغيير المؤسسة التعليمية كل سنة). درس في اعداداية دنماركية في بداية 2010 ويمارس الآن في ثانوية برينوي ،في ليسون.
" في الدنمارك، مفهوم النخبة المبني على ولوج المدارس العليا ليس له معنى. بل قد يصدم الدنماركي ان سمع بذلك. من الحضانة إلى التخرج النهائي الإشكال المطروح هو معرفة التلاميذ، كل التلاميذ، لكيفية الإندماج في المجتمع. التحام المجتمع والمدرسة هو الشغل الشاغل. لور جولييز فيري سميت نيكولاكي فريدريك سفرين (1783-1972) الإعدادية الشعبية التي رفضت كا أشكال الطبقية. لا توجد مادة تستحوذ على باقي المواد، مثل الرياضيات عند الفرنسيين. بل الدنماركييون لا يحبدون تجرد الرياضيات ".
" هكذا فالمهم لديهم هو الغاية من التعليم، لذلك ليس ممكنا الاستهزاء بالمسار المهني أو الأعمال اليدوية. فالمهم هو امتلاك والتمكن من معادلة تجمع بين ما نحن عليه، وما نتعلمه والمكان الذي يمنحه لنا ذلك في المجتمع.  نادل في مقهى، عالم رياضيات قد يتناقشان بغير تكلف، فالمخاطبة بصيغة الجمع مرتبة  وبعيدة الإستعمال في عمق قواعد اللغة، إلا (ربما) في الحوار مع الملكة. وبعد هذا هناك آخر عنصر أساسي : الثقة. فللأساتذة ثقة الأبوين، ليزرعوها في الأطفال الذين يثق فيهم مدرسوهم ويخاطبونهم بصيغة "أنت"، دون معرفة أقل فكرة عن الأفضلية أو الدنيوية. فالإنتقاص من طفل حصل نقطة سيئة غريب في الدنمارك. بل العكس، يجب مساعدته ليتجاوز تأخره وليلحق بمجموعته ".      

"في كندا، هناك علاقة ثقة"

كرولين لو بيشون، 46 سنة، مدرسة فرنسية-كندية

" رغبت في التدريس بكندا لأن العلاقة راشد-طفل في المدرسة جد مختلفة. فهي أكثر احتراما وانفتاحا، تتمحور حول الصعوبات وتحديات الطفل وعلى طاقته. فهناك علاقة ثقة قوية بين الأساتذة والتلاميذ. نأخذ الوقت للإنصات لهم. والأستاذ هو من يتأقلم وصعوبات التلميذ. أخذين بعين الإعتبار النجاح المدرسي، ولكن أيضا الإجتماعي، العلائقي. فهناك نظرة أكثر شمولية للطفل ".  
" نجعل الأطفال يعملون أكثر في إطار مجموعات، هناك القليل من الدروس الإلقائية. التلاميذ ليسوا أبدا وحيدين، إذ يمكنهم التشارك، التواصل. يتعلمون الكثير من الآخرين، وليس بالضرورة من المدرس. الأولى من التكرار، كما في فرنسا، نحاول فك رموز جميع مراحل اشكالية ما، القاء مفهوم مستعصي بصوت عال. المقاربة حاضرة بوضوح خلال اليوميات، لإفهام التلاميذ ما الذي يحيط بهم ".   
" هناك أيضا نظام "أساتذة-موارد" موجه لمرافقة الأستاذ في القسم، بواسطة ... والإستشارة. تدخلهم قد تكون مطردة أو منتظمة، حسب الأقاليم والمؤسسات. الأساتذة مشاركون فاعلون، ويصبحون أكثر ابداعا عند الإجابة لحاجيات التلاميذ، مثلا بتنظيم ورشات، أنشطة ثقافية، ... المدرسة ثابتة في المنظومة. لدينا علاقة شبه عائلية مع التلاميذ والأباء. هناك احترام كبير، والمناخ أكثر هدوءا من فرنسا. "       
*PISA : Programme international pour le suivi des acquis des élèves   البرنامج العالمي لتتبع تعلمات التلاميذ                        
*OCDE : Organisation de coopération et de développement économiques منظمة التعاون والتنمية الإقتصادية                      
لاتبخلوا بمشاركة الموضوع مع أصدقائكم

0 commentaires:

أترك تعليقك أو ملاحظتك هنا Laissez vos commentaires et vos remarques ici