2016/05/24

الواقع الإفتراضي، التوجه الجديد للعملية التعليمية التعلمية ؟

الواقع الإفتراضي، التوجه الجديد للعملية التعليمية التعلمية ؟

في السابق كان مخصصا لمجالات الخيال العلمي. أما اليوم، فهو في خدمة الأفراد أكثر فأكثر. فالواقع الإفتراضي أصبح من المجالات التكنلوجية الأكثر تطورا، فليس من الصدف أن يشتري مؤسس الفايسبوك لوكلس ريفت، واحدة من الآلات الأكثر "توجها" وتطويرا في مجال الواقع الإفتراضي، بمليوني دولار أمريكي. فلقد  رأوا اذن مدى القدرة الهائلة تقنيا واقتصاديا لهذا التوجه المستقبلي.
لكن كيف سيفيد المجال التربوي؟ وهل الأستاذ سيستطيع الإستفاذة من هذه التكنولوجيا الإفتراضية على المدى القريب أو البعيد؟ فأول التجارب تشير إلى حدوث تطور كبير في طرق التدريس.

 

التعمق في عملية التعلم " L'immersion au service de l'apprentissage"


الإمتياز الأكبر لتقنيات الواقع الإفتراضي يكمن في التعمق والإنغماس التام للمتلقي باستعمال خوذة للرأس، فالمستعمل يجد نفسه في عالم ثلاثي الأبعاد "3D" لاينتج فقط مؤثرات العمق، ولكن أيضا المعالجة ،التشغيل والأصوات، ...  تقريبا كل الأحاسيس والإدراكات موفرة بواسطة هذه التقنية وخصوصا كونها جد قابلة للتكيف.
في العشرية الأخيرة، تعددت تجارب الواقع الإفتراضي في المجال التربوي في العالم أجمع. فقد استعملت بداية من قبل جامعات متخصصة في  مقاربات الماركوتينغ وفي الزيارات الافتراضية للطلبة المتواجدين في مختلف ربوع العالم.
بعد ذلك نجدها في التطبيقات البيداغوجية مثل : التصور الإفتراضي للورشات "simulation de chantier" الذي أصبح ممكنا دون تعرض الأشخاص للمخاطر، وعيش التجربة انجاز الأشغال دون حاجة لإرسال عمال يتعلقون فوق ألواح خشبية بعلو 4 أمتار في الهواء, N


هذه التقنية تشكل اهتماما للباحثين في الجينات، وفي علم النفس وعدة شعب دراسية. مثلا "UNL "  تقترح منذ فترة مقربات لمقابلات التوضيف في الواقع الإفتراضي في إطار بحث حول تصرفات ومواقف الفاعلين الإقتصاديين. فبالنسبة لهم هي وسيلة  لتوحيد شروط التجربة.
أخيرا، كل شيئ يدرس ويتعلم بالواقع الافتراضي . يكفي تغيير البيئة أو السيناريو الممنهج للتعليم أو ملاحظة العناصر الوهمية أكثر منها ملموسة. فهي ليست تقنية مخصصة للتكوينات المهنية فقط، بل باستطاعة العموم الاستفادة منها.

تغير كبير بالنسبة للمدرسين " Un changement majeur pour les enseignants "
رغم حداثة عهد هذه التقنية في المجال الأكاديمي، إلا أن هناك باحثين درسوا إمكانية استعمال الواقع الإفتراضي للتدريس داخل الأقسام التقليدية.
مثلا، طلب من مجموعتين دراسة حول وظيفة العين، قبل الإختبارات لم يكن هناك فرق بين المجموعتين. مجموعة حصلت على محتوى درس تقليدي، بينما الأخرى تعلمت بواسطة  وحدات افتراضية. بعد ذلك، عرضت المجموعتين لنفس الاختبار حول الموضوع. والمجموعة التي استعملت تقنية العالم الافتراضي حصلت أفضل النتائج. بل أظهرت إجاباتهم على دراسات احصائية أن حافز التعلم لديهم كان أكبر.
غير أنه بالنسبة للمدرس المقاربة تتغير. أولا لأن تحضير الدرس يتطلب إدماج التقنية. كما يجب عليه تحضير محتوى افتراضي، سيناريوهات واستراتيجية درس تحدد ما يجب أن يتعلمه أو يفعله المتلقي. وأيضا، دور المدرس في القسم يتغير. فلن يعود هو صلة الوصل بين المتلقي والمعلومة، ولكن منشط ومحرك وموجه يجيب على التساؤلات مع ادارة التجارب والأشغال وتوجيه ردة فعل المتلقي.

للواقع الافتراضي اذن القدرة لتحفيز التعلمات أكثر مما هي عليه الآن. فهذه التقنية المتحولة قد تحول عدة مفاهيم مجردة لمفاهيم واقعية وملموسة. إلا أننا بعيدين حاليا عن تحقيق انتشار شامل لهذه التقنيات داخل فصولنا المدرسية، لأن تكلفة هذه التقنيات جد باهضة، كما تتطلب اعادة تكوين المدرسين لاستيعاب هذا العالم الافتراضي.
لاتبخلوا بمشاركة الموضوع مع أصدقائكم

0 commentaires:

أترك تعليقك أو ملاحظتك هنا Laissez vos commentaires et vos remarques ici