2014/03/03

رسالة من أستاذ مجاز معتصم بالرباط لليوم 105 تواليا !! إلى تلامذته بباب الصحراء

رسالة من أستاذ مجاز معتصم بالرباط لليوم 105 تواليا !! إلى تلامذته بباب الصحراء


بقلم أحمد الغازي :

رسالة إلى تلاميذي الأعزاء

باسم الأمل، باسم الحلم الذي يراودكم، باسم الإحترام الذي أكنه لكم، باسم البراءة التي ترسم على وجوهكم فسحة الحلم والأمل، باسم الماضي الذي يجمعنا والمستقبل الذي تستشرقونه، أطلق العنان للقلم كي يتكلم.فلن يعيش القلم إذا زال الألم، فهو الناطق الرسمي باسمه، يسيل الحبر منه كلما انكوينا بالجمر، وتصاعدت من حولنا وثيرة الشر واستشعرنا أنفسنا مدفونين أحياء في ظلمات القبر.

لاشك أنكم تتساءلون عن طول غيابي، ومتى سأعود إلى حجرة الدرس كي نبحر معا في عالم الحكاية مع مغامرات ريمي و معلمه فيتاليس، تفتقدون إلى يوم الأربعاء حيث جو الترفيه والمرح في نادي المسرح، تنتظرونني وكلكم أمل في أن أعود سليما كي تعود المياه إلى مجاريها ، فبقدر تعلقي الشديد بجميع حقوقي، تعلقت بكم ،وبقدر حبي اللامنتهي للكرامة اشتقت إليكم. فذاك يونس الطرفي يبدع في رسم أقنعة الخير والشر ولطفي البشير يرتجل مشاهد مسرحية باللهجة الحسانية تغمرنا ضحكا ملئى أفواهنا، وتلك الباتول تحكي قصصا بلغة فرنسية سليمة ...

وجوهكم ماثلة أمامي كل وقت وحين، لكن أعذروني ،ليس من عادتي التمرد على المبادئ والقيم النبيلة التي تربيت عليها، والتي مسؤول على تلقينها لكم، تعلمت باكرا أن الساكت عن الحق شيطان أخرس والمتكلم بالباطل شيطان ناطق، وتعلمت أن الحق لا يعطى لمن يسكت عنه وأن الكرامة لا تقدر بثمن. أخاطبكم من أمام وزارة التربية الوطنية المسؤول الوحيد عن ضياعنا جميعا لأنها حرمتني من حقي في المساواة و بتجاهلها لي حرمتكم أيضا من حقكم الطبيعي في التمدرس .

منذ أن غادرت باب الصحراء في اتجاه العاصمة الرباط وأنا أناضل علي حقي الدستوري في المساواة الذي سبق وأن درستموه في مادة التربية على المواطنة رغم أنه لا مواطنة لمن لا وطن له. عزيزي التلميذ ويا رجل المستقبل كما قال فيكتور هيكو، أتساءل معك، هل ستتقبل من داخل أسرتك أن يميز والدك بينك وبين اخوتك تحت سقف واحد وتقومون بنفس الواجب اتجاه آباؤكم، إلا أنه ظلما وإجحافا أخوك الأكبر والأصغر يستفيدون من جميع الحقوق، من مأكل وملبس وترفيه...بينما أنت تبقى معزولا مقصيا بدون سبب ، ذاك هو حالي مع الوزارة فهل ستثور مثلي ضد الإقصاء أم ستستسلم لطغيان أبويك وترضى بالحكرة والذل؟

لهذا السبب ومن أجل الحق في المساواة أنا هنا ،وقد واجهت جميع أشكال التعذيب الجسدي من طرف قوى الأمن ، نعم لا تستغربوا كون الأمن يقمعني لأن مهمته في الواقع على عكس ماتدرسونه في المقررات الدراسية هي تأمين من اغتصب حقي.

أعزائي التلاميذ، أعذروني إن طال غيابي فالمسؤول الأول في تشردنا هو وزير التربية الوطنية حرمني من المساواة و حرمكم من التمدرس ونحمله المسؤولية في كل هاته الخروقات.ففي دولة الحق والقانون ، خرقت جميع القوانين حتى لا أقول، لا في وجه الظلم وضد الإقصاء.

لكن يستطيعون قطف كل الزهور ولن يستطيعوا وقف زحف الربيع ، سأعود إليكم مرفوع الهامة وستستقبلونني بحرارة وسنستأنف دروس اللغة الفرنسية، وسنمرح جميعا في جو تربوي داخل نادي المسرح ،سنكمل العمل المسرحي الذي بدأناه وسنحمل المسؤولية إلى من كان السبب في فراقنا لأزيد من ثلاثة أشهر، وكلنا أمل في إنقاذ المدرسة العمومية من أقنعة الشر وسينتصر المقنع الأبيض على المقنع الأسود وسينتصر التلميذ للوطن ، الوطن البعيد...وسيحلو النغم.

أحمد الغازي 
أستاذ اللغة الأجنبية الأولى
منقول عن صفحة الفايسبوك للتنسيقية الوطنية للأساتذة المجازين المقصيين من الترقية بالشواهد.

لاتبخلوا بمشاركة الموضوع مع أصدقائكم

0 commentaires:

أترك تعليقك أو ملاحظتك هنا Laissez vos commentaires et vos remarques ici